تُعدّ "عملیة طوفان الأقصى" أوسع وأهم وأکثر العملیات العسکریة إنتاجیةً، التی نفذتها الفصائل الفلسطینیة ضد الکیان الصهیونی خلال 75 عاماً. وقد أحدثت هذه العملیة تحولاً جذریاً لیس فقط فی المعادلات الأمنیة لمنطقة الشام، بل فی الهندسة الأمنیة والسیاسیة لمنطقة غرب آسیا بأکملها. وعلیه، یسعى هذا البحث، باستخدام المنهج الوصفی-التحلیلی والاعتماد على المصادر المکتبیة والوثائقیة، للإجابة على السؤال التالی: ما هی تداعیات عملیة طوفان الأقصى على الأمن القومی للکیان الصهیونی؟
تفترض الدراسة أن العملیة التی نفذتها الفصائل الفلسطینیة فی السابع من أکتوبر 2023، قد خلّفت تداعیات سلبیة على الأمن القومی للکیان الصهیونی فی المجالات العسکریة والسیاسیة والاجتماعیة والاقتصادیة. وتُظهر النتائج أن عملیة السابع من أکتوبر لم تقتصر تداعیاتها على المستویین الداخلی والإقلیمی للکیان الصهیونی فحسب، بل امتدت لتهدد أمنه القومی على الصعید الدولی أیضاً. وقد أثرت عوامل عدة على أرکان الأمن القومی للکیان الصهیونی فی مختلف الأبعاد، منها: فشل الأجهزة الاستخباراتیة، وعدم تحقق العقیدة العسکریة للکیان، والمشکلات الداخلیة، والتحدیات الاقتصادیة، والأضرار التی لحقت بمجال السیاسة الخارجیة فی أعقاب عملیة طوفان الأقصى. ومن المتوقع أن یؤدی هذا الانعدام للأمن إلى تحدیات جوهریة وطویلة الأمد للکیان الصهیونی فی المستقبل.