تُعدّ الحروب مسرحاً لتصادم الأفکار والقرارات وتلاقیها؛ وعلیه فإن الهزائم والانتصارات تتشکل فی أذهان القادة والزعماء قبل أن تتجلى فی ساحات القتال، حیث تتبلور محصلة الأفکار والقرارات فی قالب الاستراتیجیات. یُظهر استقراء تاریخ الحروب العسکریة، أن هذه المواجهات قد حکمتها ثلاثة منطقیات استراتیجیة: "الإبادة"، و"الاستنزاف"، و"السیطرة".
یُعدّ إحداث الشلل الاستراتیجی فکراً ونهجاً مُصمماً لتحقیق منطق السیطرة. إن الهدف الرئیسی للشلل الاستراتیجی، هو تفکیک تنظیم القوات العملیاتیة، وتشتیت مستویات القیادة والقوات، وتقویض إرادة العدو وقدرته على المقاومة والقتال؛ وبالتالی ینصب الترکیز الأساسی على منظومة القیادة.
یُعرَّف إحداث الشلل الاستراتیجی بأنه استغلال نقاط الضعف ومواطن الهشاشة لدى الخصم، بهدف تحیید نقاط قوته وتوجیه الضربات إلیها. یسعى هذا المقال للإجابة على السؤال الرئیسی: ما هو إحداث الشلل الاستراتیجی؟ وهل یمکن العثور على أمثلة تطبیقیة له فی سیاق الحرب المفروضة؟